القائمة الرئيسية

الصفحات

القسم الثاني: أسرار المملكة، الفصل الأول: عدد مِن مَفَاتيحِ التَّأويلِ

القسم الثاني: أسرار المملكة

 

الفصل الأول: عدد مِن مَفَاتيحِ التَّأويلِ

 


 

 

تمهيد

كنا قد أوردنا في الفصول التي تقدمت أمثلة تمهيديَّة على استعمال اللغة الرمزية وطرق التأويل المُختلفة، واعتزم في هذا الفصل أن أتوسع أكثر لتقديم شرحٍ وبيان أوفى؛ إذ أضحى من الضروريِّ لأولئك الذين يسعون لاكتشاف الحقائق المخبوءة في الكتب المقدسة أنْ يُطْلِعُوا أنفُسَهُم على مُختلف المفاتيح التي تُمكن من فهم الكتابات الرَّمزِيَّة. ثُمَّ عليهم قراءة كُلَّ قِصَّةٍ بعناية فائقة، وأن يُولوا الرموز المُكرَّسة فيها انتباهًا خاصًا، ويجدر بهم التأمل على كل جزء منها، وأن يبحثوا بتأمُّلٍ عن الواقع الحق الكامن وراء الظِّلِّ، وعن الحقيقة الأبديَّة المُضمَّنة في القِصَّة المقيدة بالزمن؛ ذلك لأنَّ التأويلَ الناجحَ هو بالأساس أن تخوض تجربة تأويلية بوعي([1]).

تنصرف الرموز القديمة والموثوقة إلى جعل نفسها بمثابة العلامات الدالة أو المعالم التي تُشير وتُوجه السالك على طول الطريق، ولكل واحدٍ منها معنًى ثابتًا لا يتزعزع عبر الأزمان، ومثلها مثل العقيدة التي تجدها أينما حللت ظاهرة بينة وتتصف بالثبات أيضًا. وقد استخدم أئمة الأسرار (Hierophants) المصريون والكلدان والآشوريون واليونان، وحكماء العالم الشرقي، ومؤلفو الكتاب المقدس الملهمون هذه الرموز كإيديوغرافيات (ideographs)، أي رموزًا تعبيرية، حية حُرة من قيد الزمان والتي يمكن للباحثين من كل عصر فهمها والاستفادة منها. وبينما نرى الأمم والحضارات والأديان تصعد وتهبط، فإنَّ هذه الرموز الأرضية الخاصة بالحقائق الروحية دائمة الوجود ولا يعتريها التغير. وعبر استخدامها يستطيع هيروفانت مصري، أو نبي يهودي، أو راهب إسيني، أو حكيم شرقي، أن يتحدث مباشرة من الماضي البعيد إلى عقل الإنسان الحديث.

أراد المؤلفون الذين كتبوا بأسلوب القصص التمثيلي (allegory) أن يكشفوا عن حقائق تتعلق بالكون الكبير (الماكروكوزم) وحقائق تتعلق بالفرد البشري -العالم الصغير- (الميكروكوزم)، وأيضًا لوصف حالات الوعي التي تتعدى الحواس العادية، أو ما يمكن وصفه بحالات وعي مُتعالية. ولقد استخدموا التاريخ فقط بوصفه خيط سُدَاةٍ وخيط لُحمة لكي ينسجوا تمثيلًا يُجسد ويُصور الحقائق الأبدية، والحِكمة السريَّة لجميع العصور، والمعرفة الباطنية العميقة الخاصة بالذين خضعوا لتربية روحية عرفانية، والذين ينتسبون لمختلف المدارس السرية سواء القديمة منها أو الحديثة. وكان موضوع الأبديِّ والحقيقة الدائمة الذي كتبوا عنه هؤلاء المؤلفون المُلهَمون ذو أهمية عُظمى فاقت بكثير موضوع الزمني وعالم الزمان.

يجب أن نتذكَّر جيِّدًا عندما نُمسك كتابنا المُقدس ونفتحه لنقرأ فيه أنَّنا في الحقيقة أمام فئة خاصة ومتعالية من الأدب، والذي هو ليس معهودًا بل وغير طبيعيٍّ بالنسبة لنا ابتداءً. ولكي نكشف عن مقصد المؤلفين نحتاج إلى معرفة معنى كلماتهم، وفهم منهجيتهم بالكتابة، وامتلاك مفاتيح تأويلها. وبالحقيقة، يجب علينا العثور على حجر رشيد هذا الموضوع، وبعد ذلك، وعندما نتعلم كيفية رفع حجاب القصص التمثيلي، وحجاب الرمز، والتصوير التخييلي، وحتى التناقض والتنافر، فإن نور الحقيقة سوف يُنير عقولنا.

فِكرة البدء والانبثاق والعود الأبدي

وُضِعَ الكتاب المُقدس بكيفية يُمكن بها أن يُؤوَّل عدة تأويلات، ذلك لأن الحِكمة الكامنة فيه عبارة عن طبقة تتربع فوق الأخرى، بمعنى أنَّه حمال ذو وجوه([2]). حيث إنَّ الطبقة الأولى، وهي الخارجية أو الظاهرية، عبارة عن تاريخ مُستعارٍ ومحلي ودُنيويٍّ. بينما الطبقات الداخلية أو الباطنية تتكون وتتألف من حقائق أبدية وعالمية كونية.

لقد وُجِدَ بين الشعوب الأولى رجال ونساء كانوا على درجة عالية من المعرفة بخصوص أسرار الحياة، وربما كانوا أكثر معرفةً منا في هذا الصدد. وقد جرى تقريبُ هؤلاء من معلمي ومؤدبي العِرق وقُبِلُوا لكي يُلقنوا الأسرار الكُبرى بالتنشئة والتربية الروحية. وهؤلاء هم المؤلفون الملهمون للكتب المقدسة في العالم، والسير والأساطير المتعلقة بنشأة الكون والتنجيم. لقد رأوا الأحداث والكائنات والأشياء الخارجية والدُّنيوية بوصفها مرايا تعكس الحقائق الأبدية. وفي هذا الباب، قد تزودنا الخبرة المصرية بمثال توضيحي يُبين ما نقصد. ففي هذا البلد، ارتبطت خنفساء الجُعْرَان أو الجُعَل([3]) ارتباطًا وثيقًا بالإله الخلَّاق، الذي كان أحد ألقابه خِبْري (Khepera). والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ارتبطت هذه الحشرة الدُّنيا بمولى الخلق كله جميعًا؟

وتكمن الإجابة على السؤال في دورة حياة وسلوك وعادات الجعران نفسه. حيث تضع هذه الخنفساء بيضتها، بذرة حياتها، في كرة من الطين، وتدحرج الكرة إلى مكان مشمس وتتركها لتأثير حرارة الشمس وعملية التفقيس. وفي النهاية تفقس البيضة وتنتج يرقة تجد نفسها محاطة بغذائها الضروري. وبعد استهلاك هذا الغذاء، تمر اليرقة بمراحل تطورها حتى تظهر في النهاية كخنفساء مجنحة، لتصبح بدورها أُمًّا فتبيض وهكذا دواليك.

تنبثق من اللوغوس الخلَّاق، من باطنه تحديدًا، فكرةُ بذرةٍ قُدِّرَ لها أن سُصبح الكون الذي سيتكوَّن. ويُوصف هذا الموضوع، أحيانًا، بأنَّه البيضة الذهبية (golden egg) أو بيضة براهما. ولكنَّ هذه البذرة أو البيضة الذهبية تحتاج إلى مادة بدئية تحتضنها، كما يحتضن الطين بيضة الجعران. وبالفعل، فهناك ما يُسمى المادة ما قبل الكونية (pre-cosmic matter) أو بحر السلام البِكر (the virgin sea of peace) وهي التي توضع فيها البيضة. وهذا يُمثل الخُطوة الأولى. وأمَّا الخُطوة الثانية في هذه العملية الخلَّاقة فهي تفعيل القانون الدوري.

إنَّ ما يقوم به الجعران من عملية دورية، أي تشكيل كُرة من الطين وغيرها من المواد ودحرجتها حتى موضع مُشمسٍ، لا يُمثل على نحو مُناسب ووافٍ الدورة الكبرى الخاصة بالبدء/الانبثاق والعود المُتكرر، مع دوراتها الفرعية التي لا تُعد ولا تُحصى، إذ هذه الدورة العُظمى أوسع وأشمل بكثيرٍ.

وقد لوحِظَ أنَّه كما تجد اليرقة، حين خُروجها، نفسها محاطة بمصادر للتغذية الأساسية، كذلك يجري تزويد جميع الكائنات الحية على جميع المستويات بكل من الحياة الداخلية المستدامة والغذاء الخارجي الذي توفره الطبيعة.

ولُوحِظَ أيضًا أنَّه كما تمر اليرقة خلال عملية تحولها لتصبح مجنحة ومتحررة من قيود كرتها الطينية، فكذلك تتحول النفس المُجربة (Soul) للإنسان تدريجيًا من حالة العمى والاحتجاب إلى حالة الاستنارة الروحية. وهكذا، فلم يعد جسد الإنسان المادي القبر الذي طالما دفنه في ظلماته؛ وأصبح الآن، بعد استنارته الروحية، قادرًا على مُغادرته متى شاء والعودة إليه دون أن يحصل لديه غشوة بالوعي، أي دون أي تأثير يقطع وعيه. وها هو الآن ذو أجنحة ويتمتع بالحُريَّة، كالجعران المُجنح والحُر.

ولقد رأى المصريون القدماء من خلال مُلاحظة العادات الطبيعية للجعران أنَّها تُقدم مثالًا حسيًّا لكلٍّ من فكرة الخُلود أو البعث، والقانون الكوني الخاص بالتطور الدوري. حيث إنَّهم روا أنَّ الطريقة التي يُصبح بها الجعران المولود حديثًا بعد مُدة أحد الوالدين ليُعيد تكرار نفس العملية الدورية التي أتى بها، أنها نفس الطريقة التي تتخذها نفس الإنسان لتتجسد مرة بعد أخرى بالبهوط لهذه النشئة لتولد في جسد مادي ثم تتخلص منه كالشرنقة بالموت لتعود بعدها لمصدرها مُباشرة. وهكذا، بالفعل، فإنَّ الجعران يُظهرُ ويُجلي خصائص وأفعال كلٍّ من السبب الخلَّاق الأعلى (اللوغوس) والنَّفْس الروحانية للإنسان.

كانت هذه هي طريقة مؤلفي الماضي الرُّوحانيين في أن يستعيروا شتى المواضيع والأشياء من الطبيعة ويدمجونها في رواياتهم التاريخية المزعومة عن الأحداث المحلية والفلكية والسماوية. وهكذا استخدم اللسان المُقدس لكتابة التاريخ والقصص التمثيلية الرمزية والأسطورة بطريقة جرى بها الكشف عن الحقيقة الأبدية تارة وتغطيتها تارة أخرى.

العُبوديَّة والخروج

ما هي الفِكرة المركزية، أو الحِبكة الرئيسية، لنفسِ تلكَ القصة العظيمة التي تتموضع في قلب كل قصة تمثيلية موحِيَة (allegory

لا شكَّ إنها قصة الحياة الظاهرة (مَثَلُ الابن الضال الكوني)([4])، وخُروجها من مصدرها الروحي (بيت الآب)، ومضيها قُدُمًا أعمق فأعمق أثناء رحلتها الخالية من أيِّ اِرتقاءٍ في المجال المادي التطوري، حيث تُصبِح مُغطاة، ومكسوَّة، ومحبوسة، ومقبورة في مَرْكَبات (أجسادٍ) تتزايد كثافتها باطرادٍ كُلما هبطت حتى تصل، في نهاية المطاف، إلى المستوى الأكثر كثافة (أكل القشور التي تأكل منها الخنازير).

في نظامنا الشمسي، على حد علمنا، أنَّ المادة الأكثر كثافة هي المادة المعدنية في مملكة الطبيعة (تُمثل الجُب الذي أُلقي فيه يوسف، والعبودية في مصر، وقبر المسيح الصخري). وبعد الدفن هناك لبعض الوقت، تأخذ الحياة بالتحرر من قبرها شديد الكثافة هذا، وبعد ذلك تصعد تدريجيًا على طول المسار التطوري رجوعًا إلى مصدرها («سأقوم أو سأُبعثُ»، قيامة يوسف، خروج «بني إسرائيل»، وقيامة المسيح).

إنَّ ثمرة هذه الرحلة الدورية أو هذا الحج الروحي، بجميع دوراته الفرعية المركبة التي لا تعد ولا تحصى، هي لجعل بذور القدرات الإلهية تنبت. هذه البذور محبوسة في وحدات الحياة الروحية الكونية المعروفة باسم المونادات أو الجوهر الفرد([5])، أي الجراثيم الخالدة. وبشكل عام، هي عملية تطور روحي حيث تُنشَّط القدرات الإلهية الكامنة فينا من خلال رحلة دورية من الهبوط (الخروج) والصعود (الرجوع).

الدورات المُركَّبَة

تتكون دورة البِدْء والعوْد الرئيسية من دورات صغيرة لا حصر لها ذات أبعاد متناقصة، حيث تُشبه سلكًا مبرومًا حول سلكٍ ذو لفٍّ حلزوني، والسلك المحيط بدوره محاط بأسلاك حلزونية أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية تقريبًا. وتُكرر كل دورة من هذه الدورات كل ما يجري من عمليات في بُعد الدورة الأكبر وهكذا. ويتقارب، بشكل دوري، عدد من الدورات الرئيسية والدورات الفرعية - أو أقواس هذه وتلك - ليبلغا الذروة معًا. وكثيرًا ما تحدث الأحداث التاريخية الكبرى في مثل هذه التقاربات. وغالبًا ما تتسارع الأزمات في حياة الأفراد في وقت حدوث مثل هذه التزامنات بين الدورات. وتعتمد تنبؤات علماء التنجيم المتقدمين على معرفة هذه الظاهرة.

إن العالم الصغير هو دائمًا صورة طبق الأصل ونسخة مُصغرة عن العالم الكبير. وفي دوران الأرض حول محورها وفي مدارها حول الشمس مثال جيد على هذا الموضوع.

إن الدورة الوجودية للإنسان (Egoic cycle) تتجلى في سلسلة من المراحل المترابطة تبدأ بالنزول (الهبوط)، الذي يسبق الولادة، من مصدره الروحي، ثم اتخاذه جسدًا ماديًا كوعاء لخبراته الأرضية، حيث يخضع لقيود الحياة في العالم الفيزيائي ويكتسب من خلالها المعرفة والتجربة. ثم تأتي لحظة الموت، التي لا تمثل فناءً بل انتقالًا إلى العوالم فوق المادية، حيث يتحرر الإنسان مؤقتًا من قيد الجسد ويواصل تطوره في مستويات أرقى من الوجود. وأخيرًا، يعود الأنا (الإيغو) إلى مصدرها الروحي الأصلي، حاملة معها ثمار التجارب التي خاضتها. وهذه الدورة ليست خاصة بالإنسان وحده، بل هي نموذج شامل يتكرر في جميع أشكال الحياة، من أعظم الكائنات إلى أدقها، بما في ذلك الحشرات المجهرية والكائنات الأولية، إذ تخضع جميعها لإيقاع الوجود ذاته، حيث تتجسد في أشكال مادية، تعيش ضمن حدودها، ثم تتحرر منها لتواصل مسيرتها في رحلة التطور المستمرة.

عودة الضال

في مجال البستنة، كما أنَّه يجب على البُستانيَّ أن يزرع بذوره في الظلمات التي تحت سطح الأرض، فكذلك البُستاني الإلهي، يزرع بذوره الروحية والعقلية في الظلمات، فتخرجُ بالتجسُّد في مادته الكونية شديدة الكثافة- حديقته المادية. وبنفس الطريقة التي تنبت بها بذور النباتات في الوقت المناسب وتدفع البراعم التي تتطور إلى سيقان وأوراق وأزهار وفاكهة وبذور أخرى، فإن القوى المونادية (الجوهرية الفردية) الشبيهة بالبذور- تنبت وتتطور للوصول إلى إثمارها الكامل في نهاية الدورة التصاعدية، أو مسار العودة.

إنَّ نتيجة هذه الرحلة الشاقة عبر الدورة الكبيرة هي الاستيقاظ من حالة الكُمون واللا فاعليَّة إلى بدء تفعُّل قُدرة وإمكانيَّة القوى الأبوية (النمو والتطور) الجنينية للفرد المحبوسة في البذور.

إنَّ هذا التصاعد أو الارتقاء الدوري (cyclic progression) هو الموضوع (الثيمة) المركزي لجميع القصص، وهو الحِبكة الكُبرى المُتفردة والوحيدة التي تقوم عليها جميع الحبكات الأخرى، سواء الدنيوية أو المقدسة. وفي القصص التمثيلية العالمية، تُجسَّد الحياة بالأبطال سواء كانوا أفرادًا - بشرًا أو شبه بشر أو إلهًا بالكامل - أو عائلات أو مجموعات أو قبائل أو أمم. وفي المقابل، تُجسَّد المادة المقاومة التي تقف بالضد من الحياة بالأعداء، سواء كانوا إنسانًا أو شيطانًا.

وتصوِّرُ، هذه المعارك بين هذين الخصمين الحتميين في القصة التمثيلية الرمزية (allegory)، الصراعَ بين الروح والمادة، والحياة والشكل، والوعي ومركباته (أجساده) التي يُعبر بها عن ذاته. هذه هي هرمجدون([6]) الأبدية، وكوروكشترا([7]) النفس المُجرِّبَة، سواء كانت متكونة من الأكوان، أو الكواكب، أو الأجناس أو الفرد الإنساني.

إنَّ الكتاب المقدس بأكمله هو قصص تمثيلي (allegory) عظيم لرحلة السقوط والفداء أو الخلاص، والخروج أو الهبوط والعودة أي الرجوع. وقد يكون مَثَل الابن الضال هو المنطوق المسيحي الأكثر مباشرة لهذا الموضوع من الموضوعات الأخرى، هذه الحبكة الرئيسية لجميع الكتب المقدسة، والتاريخ التقليدي، والقصص التمثيلية الرمزية المُلهِمة والمُوحية، والأساطير، والسِّير البطولية (legends)، والحكايات الخيالية.

اغتصاب وخلاص بيرسيفوني

من الأساطير اليونانية، ربما يمكن النظر في قصة بيرسيفوني (Persephone) بشكل مفيد في هذه المرحلة، ولو في إحدى نسخها الأكثر تبسيطًا، مع تقديم تأويل واحد محتمل في خطوطه العريضة فقط.

تصور لوحة اللورد لايتون الشهيرة «عودة بيرسيفوني» لمَّ شملِ الأمِّ والطفل. حيث يظهر فيها مدخل العالم السفلي على شكل كهف. ويحمل الإله هرمس صولجانه أو عصاه المكونة من قضيب مركزي وثعبانين ملتفين عليه، ويُحاول رفع بيرسيفوني إلى الهواء العلوي من الأسفل نحو أمها. وعند مدخل الكهف توجد والدتها، سيرِس (Ceres)، التي سيضع ابنتها بين ذراعيها.

إنَّ هذا القَصص التمثيلي (allegory) له معاني عديدة. ففي أحد التأويلات، سيرس هي إلهة الطبيعة والزراعة، وبيرسيفوني هي الحياة النباتية، أو نتاج الطبيعة، التي تنام تحت الأرض أثناء الشتاء. وفي الربيع، تعمل قوة الحياة المنبعثة - بيرسيفوني وهرمس معًا - على جلب الحياة للنباتات الجديدة وتعطيها الحيوية. وتأخذ بالنمو وتنضج ثمارها طوال فصل الصيف، وبعد ذلك يبدأ النشاط في المملكة النباتية في التلاشي، ويتوقف بشكل شبه كامل مع بداية فصل الشتاء.

ومن الناحية «الأُمْثُولِيَّة» أو القص التمثيلي (Allegorically)، تنحدر بيرسيفوني إلى العالم السفلي (Underworld) لتصبح عروسًا لبلوتو (Pluto) رغمًا عنها، ملك الجحيم – الذي هو تجسيد للمادة، والعالم المادي والجسد والحياة التي فيه، والفترة المظلمة لأي دورة.

وتستمر القصة لتقول إن بلوتو وافق على تسليم بيرسيفوني، ووافق زيوس (Zeus) على إطلاق سراحها بالكامل وإعادتها إلى والدتها، ولكن بشرط ألا تأكل أي طعام أثناء وجودها في العالم السفلي. ولسوء حظها، أكلت بعض حبات الرمان، الأمر الذي جعلها خاضعة للطبيعة وللأرض. ولذلك تقرر أن تقضي ربع كل عام في العالم السفلي كعروس لبلوتو، وأن تجتمع مع والدتها لبقية العام.

هذا هو أحد التأويلات التي تعتبر فيها الأسطورة قَصَصًا تمثيليًّا (allegory) لعمليات الطبيعة، حيث تمثل بيرسيفوني قوة الحياة في الطبيعة، وهرمس قوة التكاثر والنمو، وسيرس مصدر تلك الحياة، وزيوس سيد الكون.

كما قد جرى الكشف أيضًا عن قصة تمثيلية شمسية، حيث كانت الفترة التي تقضيها بيرسيفوني تحت الأرض في هادِس (Hades) هي في الواقع فصل الشتاء الذي يحدث في نصف الكرة الشمالي، وذلك عندما يقل تأثير شدة الشمس لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر من السنة، وبعد ذلك تطلع في وسط السماء.

وعند تطبيق هذا التمثيل الرمزي بشكل عالمي، فإنَّه سيكون أنَّ الوعي الإلهي ينحدر من حالته الروحية السامية بشكل أعمق وأعمق في المادة، حتى يصل أخيرًا إلى أبعد الأعماق غورًا فيها – أي المملكة المعدنية - التي يرمز إليها بالعالم السفلي. ثم، في سياق التطور والارتقاء، يبدأ الروح والوعي في التحرر من هيمنة المادة والتخلص من أغلال المادية، ليصبحا مُتطهرين وفي قمة التروحن في النهاية. وفي نهاية الدورة، يُحرر ما جرى تجسيده وسجنه وإعادته إلى مصدره – أي تم لم شمل بيرسيفوني مع والدتها. ومع ذلك، فإن الدورات تتبع الدورات، وفي حالة الإنسان دائمًا ما تكون دوراته في دوامة صاعدة. لذلك يجب على بيرسيفوني النزول إلى العالم السفلي مرارًا وتكرارًا. ومن خلال رموز أخرى، مثل تلك الخاصة بالثعبان الذي يسلخ جلده بانتظام، والجعران الذي يُدحرج كرة الطين التي تحتوي على بيضه مرارًا وتكرارًا، يجري أيضًا تصوير دورات تكرارية من التوالد والتجديد.

وفي التأويل الكوني الصغير أو البشري للأسطورة، فإن أنا/إيغو Ego الإنسان هي سيرس، الأم. حيث قبل الولادة، ترسل الأنا/الإيغو شعاعًا يمثل جزءًا من حياتها - أي بيرسيفوني - نزولاً من العالم السببي عبر عوالم العقل والعاطفة، الهواء العلوي، إلى العالم المادي - هادس (Hades) - ليولد على الأرض. أما بلوتو فهو يجسد الرغبات المادية الأساسية الجوهرية. وفي كل مرة تولد نفس لتعيش في هذا الجسد والعالم الفيزيائي المادي المظلم، تعود بيرسيفوني، التي تجسد تلك النفس أو الأنا، إلى العالم السفلي.

أنت وأنا جميعنا نمثل بيرسيفوني في العالم السفلي/هادس في الوقت الحاضر. وعند الموت سوف نتحرر، ونعود في النهاية إلى المصدر الذي أتينا منه، وهو الأنا في الجسد السببي – سيرس.

وأخيرا، هناك تأويل باطني سراني ممكن، وهو أنَّه يمكن لنفس الإنسان الروحانية، أي الذات الجوهرية وراء الحجاب الجسدي، أن تنال الحرية قبل الأوان من السجن في الجسد المادي، إذا تمكنت، رمزيًا، من العثور على هرمس، المنقذ أو المخلص، وعصاه/صولجانه.

إن طبيعة هذه العصا تعطي المفتاح لعملية تحرير الوعي من الجسد المادي وتأثيره المميت والمُعمِى([8])؛ لأنه في أحد التأويلات -الإنسانية- يُمثِّل الصولجان بدقة شديدة القوة الإبداعية الثلاثية([9]) ذات القطبين المُلتفين حول محور عمودي بشكل لولبي في الإنسان.

وعندما لا تُستخدم هذه القوة الخلاقة في الإنجاب، يجري تحويلها أو رفعها لأعلى حتى يدخل رأسا الثعبانين، أو تيارين من النار المبدعة الخلاقة، إلى الرأس وينيران ويشعلان الدماغ، وذلك لتحرير الروح من قيود الجسد.

وهكذا، قام هرمس بمعيَّة عصاه بتحرير بيرسيفوني من العالم السفلي بشكل تمثيلي رمزي. وبأمر من زيوس (الموناد/الجوهر الفرد) وبخضوع بلوتو (الوعي المادي الأساسي للجسد المنضبط الآن)، تمت إعادة بيرسيفوني (الأنا/الإيغو الشخصية) بواسطة هرمس (نار الثعبان) إلى والدتها (الذات الروحية) في أوليمبوس (الوعي السببي).

هذه هي بعض المعاني المحتملة للقصة وهي مُستقاة من الأسرار الإليوسينية، والتي ربما كان العديد من أولئك الذين يجدون أنفسهم الآن مهتمين بشدة بعلم الباطن (Occult) أعضاءًا فيها؛ لأن الأسرار الإليوسينية، في مظهرها الخارجي، كانت عبارة عن وجهة للنظر عامة ويمكن لأي مواطن أثيني مُميز وشريف أن يصبح مبتدئًا/مُريدًا في هذه الأسرار الخارجية أو الصغرى.

والانضمام يكون بأن يتلقى العضو، بداية، الحرف الرمزي (glyph)([10]) (الغلاف أو القشور) ويشرعون بالتفاعل معه لتفعيله. وعندما ينتقلون من الأسرار الخارجية أو الصغرى إلى الأسرار الداخلية أو الكبرى، هُنا يُفسِح لهم التمثيل الرمزي المجال للتعاطي مع الواقع أو يكشف لهم عن مدخلٍ يقودهم إلى الواقع. إذ تبدأ القوى التي يرمز إليها الصولجان في الاستيقاظ، عندما يلمس الهيروفانت (الإمام) المبتدئ/المريد بعصا القوة العظيمة، ثيرسوس. ليبلغ هذا ذروته بتحرره من الجسد، الذي أصبح فاقدًا للوعي وساهيًا، ويبقى تحت رعاية الكهنة. ويمكن للنفس المُلقَّنة المحررة، التي يرمز إليها بشخصية بيرسيفوني، أن تصعد بعد ذلك إلى حالة الوعي الإيغوي أو تصبح واحدة مع أمها الإلهة سيرس.

الصولجان له معنى آخر. وهذا الذي تم ذكره بالفعل هو أهميته الديناميكية المحتملة، ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن له نوعًا من المعنى الأخلاقي، كما هو الحال مع جميع الرموز. ويمثل الثعبانان أيضًا أزواج الأضداد، مثل النجاح والفشل، الحرارة والبرودة، المتعة والألم، السعادة واليأس، الحب والكراهية، الصحة والمرض، الحضور والغياب، النشاط والجمود. وقبل أن تتكامل النفس وتتحرر تمامًا، لا بد لها أن تُوازن بوعي بين جميع الأزواج، بحيث لا تنحاز أو تُبالي أو تهتم على حد سواء لأيٍّ من مكونات هذه الأزواج الضدية. ويسمى هذا الإنجاز في الفلسفة الهندوسية أوبيكشا (Upeksha)، وهي كلمة سنسكريتية تعني اِتزان اللا تحيز أو اللا مبالاة، والتوازن الديناميكي بين جميع أزواج الأضداد. ويعني هذا الإنجاز أن الطبيعة بأكملها قد وصلت إلى توازن مثالي واتزان ديناميكي، وبالتالي أصبحت راسخة لا تتأثر وثابتة مثل الجيروسكوب([11]). وبعد ذلك، كما كانت، لم تعد النفس (بيرسيفوني) سجينة بلوتو، ولكن من خلال صولجان هرمس تم تحريرها، مجانا. هذا، في الخطوط العريضة فقط، هو جزء من سر الصولجان، مثل قصة بيرسيفوني([12]).

 

الجَيْروسْكُوب



[1]- هذه العبارة تعني أنَّ التأويل الناجح يعتمد بالدرجة الأولى على كونه تجربة داخلية في الوعي. أي أن الفهم الحقيقي للنصوص أو المعاني لا يكون مجرد عملية عقلية تحليلية أو استدلالية، بل هو تجربة شعورية ووجودية تحدث داخل وعي الإنسان. يشير ذلك إلى أن التأويل لا يعتمد فقط على المنطق أو المعرفة النظرية، بل يتطلب أيضًا إدراكًا عميقًا وحالة من الحضور الذهني والشعوري، حيث يصبح الفهم نوعًا من التجربة الحيّة داخل الوعي بدلاً من مجرد تحليل خارجي. المعرب

[2]- أو مبطون، أي له سبعة أبطن، كما نقرأ في تراثنا الروحي. أو كما يُؤثر عن الإمام الحُسين من أن كتاب الله على أربع أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق. المُعرب

[3]-  وكان أيضًا رمزًا للبعث وإعادة التجسد.

[4]-  وَقَالَ: إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ٱبْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي ٱلْقِسْمَ ٱلَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ ٱلْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ ٱلٱبْنُ ٱلأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ ٱلْكُورَةِ، فَٱبْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15فَمَضَى وَٱلْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ ٱلْخُرْنُوبِ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ ٱلْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ ٱلٱبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْناً. 22فَقَالَ ٱلأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23وَقَدِّمُوا ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ وَٱذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24لأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَٱبْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. 25وَكَانَ ٱبْنُهُ ٱلأَكْبَرُ فِي ٱلْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، 26فَدَعَا وَاحِداً مِنَ ٱلْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟ 27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هٰذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ. 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلٰكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ (لوقا 15: 11-32).

[5]- الموناد في الأصل لفظ يوناني يعني الوحدة، أطلقه أفلاطون على "المثال"، واستخدمه بعض المفكرين المسيحيّين للتعبير عن الجواهر الروحيّة المكونة للكون، وهو في الاصطلاح الفلسفي عامة يدلّ على الوحدة الأساسيّة للوجود. وإن تباينت التفسيرات وفق اختلاف المذاهب الفلسفيّة. مؤمنون بلا حدود

 [6]- الهَرْمَجَدُّون وفقا لكتاب الرؤيا هو موقع تجمع الجيوش للمعركة متى يحين وقت النهاية. كما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى أي سيناريو يشير إلى نهاية العالم بشكل عام. المعرب 

[7]- وتُسمى أيضًا حرب مهابهاراتا هي حرب وُصفت في القصيدة الملحمية الهندية مهابهاراتا. نشأ الصراع من التنازعات الأسرية بين مجموعتين من الأنسباء، الكوروفيون والباندڤيون، على عرش هاستينابورا، وهي عينها قصة صراع محمد وقرابته، وعلي ومعاوية فيما بعد ثم السنة والشيعة!، وهي قصص تحمل حكمة روحية بأسلوب القصص التمثيلي ولكن الجهل والغباء فهمها حرفيًا فجرت الويلات والحروب إلى اليوم. المعرب

[8]- وهذا المعنى يكاد يتطابق مع عصا موسى وضربه الحجر وانبجاس الطاقة الكامنة فيه. المعرب

[9]- حيث المحور العمودي الذي هو العمود الفقري تلتف عليه بشكل لولبي مزدوج حيتين (وهذه ثلاثية)، تمامًا مثل عصا هرمس، وهي الكونداليني/الطاقة الجنسية. المعرب

[10]- الحرف الرسومي هو رمز  - يمكن أن يمثل كلمة أو حرفًا أو رقمًا، ويمكن أن يكون أيضًا علامة تخبرك بكيفية نطق الحرف.

[11]- الدَّوَّام أو الدَّوَّامة أو البوصلة الدوامة أو الجَيْروسْكُوب ‏هو جهاز تتجلى خلاله ظاهرة المبادرة، من خلال حفظ التَّوجُّه وفق مبدأ حفظ الزخم الزاوي. ويكيبيديا

 [12]- انتهيت من ترجمته في 1/5/2024 عصر يوم الأربعاء.

تعليقات

مواضيع المقالة