القائمة الرئيسية

الصفحات

 أوريجانوس الإسكندري 

 

 كتب أوريجانوس الإسكندري (Origen)، أحد أكثر الآباء اليونانيين تعليمًا، والذي عاش في القرن الثالث، في كتابه «في المبادئ De  Principiis» يقول([1]):

«ما دامت غاية الروح القدس الرئيسية أن يصون منطق الفَهم الروحي من خلال ما من شأنه أن يقع أو ما قد حدث، يجب علينا أن نعرف أنَّه حيثما وجد أنَّ الأحداث التاريخية يمكنها أن تتطابق مع الفهم الروحي ]أي تكون على غِرَارِهِ[([2])، بادر إلى إنشاء نص أنزل فيه الصعيدين منزل خطاب قصصي واحد، مُخبِّئًا فيه المعنى الخفي في جوف سحيق. ولكنه أدرج تارة حيث لم يكن سرد الأحداث يناسب الفهم الروحي أمورًا لم تجرِ، أو لم يكن ممكنًا قطُّ أن تجري، ثمَّ طورًا أحداثًا كان وقوعها ممكنًا، غير أنَّها لم تقع([3])


 موسى بن ميمون

 

وكتب موسى بن ميمون (Moses Maimonedes)، الحاخام الشهير واللاهوتي والمؤرخ اليهودي والتلمودي والفيلسوف والطبيب (1135-1205 م):

«في كل مرة تجد في كتبنا قصة تبدو مستحيلة من الناحية الواقعية، أو حكاية تتعارض مع العقل والمنطق السليم، تأكد أن هذه القصة تحتوي على قَصَصٍ تمثيليٍّ (allegory) يستُرُ حقيقة مُثيرة للدهشة ومن العمق بمكان. وكلما زادت القصة غرابة، تعمَّقت حكمة الروح([4])


 الأوبنشاد

 

وفي الأوبنشاد الرئيسية من ترجمة الدكتور راداكريشنان، نجد في كاثوبنشاد([5]) (1-3-3 إلى 1-3-9) مكتوب ما يلي:

«اعلمْ أنَّ الذات هو رب العربة، والجسد، بلا ريب، هو العربة عينها؛ واعلم أنَّ الإدراكَ هو السَّائِس والعقل هو اللجام. والحواس، كما يقولون، هي الخيول؛ ومواضيع الحواس هي الطرق التي تسير فيها؛ و(الذات) المرتبطة بالجسد والحواس والعقل، يعلن الحكماء أنها هي التي تنعم وتستمتع وتلتذ.

إنَّ مَن ليس لديه فهم وعقله دائمًا غير منضبط، تكون حواسه متسيبة، مثل الخيول الوحشية بالنسبة للسائس. أما من لديه فهم وعقله دائمًا منضبط، تكون حواسه خاضعة، مثل الخيول المُروَّضة بالنسبة للسائس. أما من ليس لديه فهم ولا يسيطر على عقله (ويكون) دائم النجاسة، فلا يصل إلى الهدف ولكنه يعود إلى الحياة الدنيوية. أما من لديه فهم ويسيطر على عقله ويكون دائم الطهارة، يصل إلى الهدف الذي لا يُولد منه مرة أخرى. من اتخذَ الفهمَ سائسًا لعربته، وضبطَ لجامَ ذهنه، ارتقى إلى ذروةِ المسير، حيثُ المقامُ الأسمى للواسعِ المُحيطِ بكلِ شيء.»

 

أورجان أو أوريجانوس

 



[1]- أوريجانوس، في المبادئ، تر: الأب جورج خوام البولسي، بيروت، ص 395.

[2]- allegory، سيأتي بيان هذا المُصطلح الذي هو محور الكتاب. المعرب

[3]- النص المقدس يستخدم الأحداث التاريخية الفعلية عندما تكون مفيدة لإيصال المعاني الروحية، مع إبقاء هذه المعاني مخفية عن العامة. ولكن عندما لا تتطابق الأحداث التاريخية مع المعاني الروحية المطلوبة، يجري صياغة وإدخال أحداث جديدة، سواء كانت غير ممكنة أو ممكنة ولكنها لم تحدث، لتعزيز الرسائل الروحية. المعرب

[4]- لم أدع كتابًا إلَّا وبحثت فيه عن مكان هذا الاقتباس في كتابه فلم أوفق، ثم اهتديت إلى أنَّ معنى هذا الاقتباس موزع على كامل مقدمة كتابه، والكتاب مترجم إلى العربية تحت عنوان: دليل الحائرين. المعرب

[5]- The Kathopanishad 1-3-3 to 1-3-9, Dr. Radhakrishnan’s translation from The Principal Upanishads.  

تعليقات

مواضيع المقالة