القسم الثالث: أبجدية اللسان المُقدَّس

غاية المؤلف

 

 

 

إنَّ الفكرة الأساسية التي بُنِيَ عليها هذا العمل هي أنَّ بعض الأساطير القديمة تُعرب عمَّا هو أرقى من مجرد اعتبارها حكاية شعبية. وأزعم أنَّ المؤلفين من حُكماء ورائين وأنبياء ومُلهمين قد أضافوا إليها موادًا ذات مغزًى وأهمية عُظمى. فقد تعمد حكماء العصور السالفة تورية الحكمةَ، التي حازها القدماء، بالحجاب وكأنها بيضة في خِدر أو أسرار في تابوت العهد^([1])، وجرى إحاطتها بهالة مُقدَّسة تحفظها وتصونها مذخورة في الداخل. وقد زيَّنوا ونمقوا هذه الأساطير على نحو يجعلها حاملة لمعرفة عظيمة وسامية ولكنها قد تكون خطرة إذا أساء الناس استخدامها. ولهذا السبب جرى سترها لتكون خفية.

وتتلخص غايتي من تأليف هذا الكتاب في مشاركة بعض الأفكار المستنيرة من حكمة العصور القديمة التي يمكن تطبيقها لتكون مفيدة في حياتنا، والمستوحاة بشكل رئيسي من رؤى السيدة هيلينا بتروفنا بلافاتسكي. وقد عُرضت هذه الرؤى في أعمالها المُلهِمَة مثل: إيزيس مكشوفة النقاب، والعقيدة السرية، ومفتاح الثيوصوفيا، وصوت الصمت، والمعجم الثيوصوفي، والتي أوصي بشدة بالاطلاع عليها.

وها أنا ذا أقدم بعضًا من ثمار دراساتي في هذا المجال من خلال هذا الكتاب.

جفري هادسن

---

[1]^{- الـ(tabernacle) في التوراة هو قبة العهد وهي عبارة عن تابوت أو مزار مُقدَّس نقَّال كان العبرانيون يستعملونه في تجوالهم أثناء التيه. وفي الكنيسة الكاثولويكية هو وعاء القربان المقدس. وقد يعني المُصلى عند بعض الطوائف المسيحية مثل المعمدانية. قاموس أكسفورد المحيط}