القائمة الرئيسية

الصفحات

 

سيجناتورا ريروم

 

أو

 

العلامات

(علامة الأشياء كلها)

 

 


 

مصطلح يشير إلى نظام من الرموز والعلامات التي تكشف عن الطبيعة الخفية للأشياء.

 

يوضح هذا المصطلح كيف أن لكل شيء في الخليقة علامة أو دلالة تكشف عن جوهره وبدايته ونهايته، وكيف يمكن أن يكون له علاج.

 

ينطلق هذا المفهوم من فكرة أن كل شيء في الكون مترابط ومتصل، وأن الأبدية والزمان ليسا منفصلين، بل يتدفقان من بعضهما البعض.

 

يشمل هذا المفهوم جميع الأسرار الخفية التي تكمن في طبيعة الأشياء، ويكشف عن العلاقة بين العالم المادي والعالم الروحي.

 

 

تمهيد للقارئ

 

هذا الكتاب هو مرآة عِرفانِيَّة حقة تعكس أسمى مراتب الحكمة. وأعظم كنز يمكن للإنسان أن يناله في هذا العالم هو المعرفة الحق، وتحديدًا معرفة ذاته؛ ذلك لأن الإنسان هو سِرُّ اللهِ الأعظمُ، والعالم الصغير، الميكروكوزم، أي إنه التجلي الموجز والشامل للكون بأسره. إنه آية صنع الله([1])، وتحفة إلهية، ورمز حي([2]) يجمع بين الأبدية والزمان. لذلك، فإن معرفة أصل الإنسان، وحقيقته الزمانية والأزلية، وسر وجوده وخيره وصلاحه هي الحقيقة الوحيدة الضرورية التي ينبغي للإنسان أن يبذل كامل جهده في السعي لإحرازها. وكل ما عدا ذلك، بما في ذلك ثروات هذا العالم، ليس إلا خَبَثًا وخسارةً حقيقةً لنا مقارنة بهذه المعرفة.

 

ولذلك نجد سليمان، أحكم ملوك إسرائيل، يُصرح قائلًا:

 

طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، لأَنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ. هِيَ أَثْمَنُ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ جَوَاهِرِكَ لاَ تُسَاوِيهَا([3]).

 

هذه هي الحكمة الإلهية، المتجردة عن كل شيء، والتي تتجاوز حدود الوجود المحدود، ومع ذلك، فهي تشمل كل شيء وتملك كل شيء. إنها ليست مقيدة بمكان أو زمان، بل هي الوحدة المطلقة التي تسري في الكون وتتجلّى في النفوس الخاشعة. وهي التي تجد في النفس المتواضعة المستسلمة رفيقًا لها. تلك هي النجوى الإلهية، وإلهام القدير، ونفحة الروح، والمسحة القدسية التي تطهر النفس لتكون هيكلاً للروح القدس، وترشدها في دروب الحق، وتغوص بها في أعماق الأسرار الربانية بل وأعماق الله نفسه([4]).

 

إنها الجوهرة النفيسة، التي جمالها وجلالها يفوق جمال وجلال الشمس عينها. إنها سلوى دائمة في كل المحن، وبلسم شافٍ لكل الجروح، ودواء شامل لكل العلل، وترياق يقيني ضد كل السموم، بل وترياق ضد الموت عينه. هي الرفيق البهيج والمرشد الأمين، الذي لا يخذل صاحبه أبدًا، بل يرافقه عبر وادي البؤس والموت، إلى جنة النعيم الخالد.

 

فإن تساءلتَ: ما السبيل لبلوغ هذه الحكمة؟ فها هو المسيح، الذي هو الطريق والحق والحياة، يخبرك بوضوح في كلماته هذه: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. (لو 9: 23)؛ أو كما يقول في موضع آخر: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ. (يو 3: 3).؛ أو كما يقول القديس بولس: إن ظن أحد منكم أنه حكيم في هذا العالم، فليصر جاهلاً ليصير حكيمًا. (1 كو 3: 18)، وقال أيضًا: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. (مت 18: 3)

 

ها هنا يكمن ذلك السبيل البسيط، الطفولي، إلى أسمى مراتب الحكمة، الذي لا يبلغه غوص الفطن ولا معارف الدنيا؛ بل هو جهالة في نظر العقل، ولذلك قلّ السالكون فيه. ولطالما حط من قدره المتفلسفون المتغطرسون وأدعياء الحكمة في هذا العالم بازدراء وامتهان، وسمّوه حماسًا، وجنونًا، وكآبة، ونزوة، وخيالاً، وما إلى ذلك، ولكن الحكمة تتحققُ بأبنائها، فهم بها ضاحكة وجوههم مستبشرة وبيضاء.

 

الحق أقول، ليس الجميع مؤهلًا أو قادرًا على أن يُدرك كُنه معرفة الطبيعة الأزلية والزمنية بكل ما يُجلل عملها من غموض ودهشة، وأمَّا العالمُ المُتغطرسُ الطامعُ فلن يُتاح له أن يتلقى منها مظهرًا متجليًا بوضوح وصفاء. فاللهُ الحكيمُ وحدَه (الواهبُ الحكمةَ لمن يسألُه إياها بصدقٍ) أوصدَ الجوهرةَ في خزائنِهِ المباركةِ، ولا يفتحُها إلا صاحب المفتاحِ، والمفتاح هو: «اسألوا، تُعطَوا؛ اطلبوا، تجدوا؛ اقرعوا، يُفتحْ لكم». الأبُ يُعطي الروحَ القدسَ لمن ينشده منه.

 

هذه هي المدرسة الثيوصوفية الحقيقية التي تعلم فيها هذا المؤلف المبادئ الأولية للحكمة وأسسها، وإليها يجب أن نتوجه إذا أردنا فهم كتاباته العميقة. فاعلم أن أبناء هرمس، الذين بدأوا واستهلُّوا في المدرسة العليا للسحر الحقيقي والثيوصوفيا، قد دأبوا على التعبير عن حكمتهم الخفية في صورة ألغاز (mystery)؛ فضمنوها العِبارة والإشارة واللطائف والحقائق في أمثال وتشبيهات وظِلال للمعنى وقصص تمثيلية ونحوها، بحيث لا يستطيع فهم كتاباتهم الغامضة والواضحة في آن معًا إلا من أُذِنَ لهم بدخول نفس المدرسة، وتذوقوا من وليمة العَنْصَرَة([5]).

 

وهذا لا يبدو غريبًا قط على أبناء ميركوري الإلهي([6])؛ فأسرار الفلسفة والإلهيات والثيوصوفيا يجب ألا تُدَنَّس وتُعرَض أمام العقل النجمي الظاهري، أي عقل العامة، الذي لا يرى فيها سوى وسيلة لتعزيز كبريائه وجشعه وحسده وريائه؛ ولذلك فإن العِبارة أو اللهجة المَثَلِيَّة أو السحرية هي أفضل وأوضح زيٍّ ولباس يمكن أن تتخذه الأسرار لتسافر به صعودًا وهبوطًا في هذا العالم الشرير دون أن تفقد عمقها. وهكذا فإن الأمثال لها وجهان واستخدامان مختلفان؛ فكما أنها تخفي الأسرار وتحجبها عن العامة الجهلة، الذين لا يقدرون أو يصبرون على تحمل أي شيء إلا ما يوافق تصوراتهم وآرائهم السطحية، فإنها كذلك تقود عقل الباحث الحقيقي بلطف إلى أعماق كهف الحكمة. إنها كعمود الغمام لموسى؛ لها جانب مظلم، ولها جانب مضيء؛ إنها مظلمة على المصريين([7])، أبناء السفسطة الفريسيين، ولكنها مضيئة على إسرائيل الحقيقي، أبناء السر المُقدَّس.

 

ولذلك، فكل من أراد أن يتربى ويتدرب على يد صوفيا (Sophia)، ويتعلم الفهم والنطق بلسان الحكمة، يجب أن يولد من جديد بكلمة الحِكمة، المسيح يسوع، البذرة الخالدة، وأن يولد فيها كذلك. يجب أن تُبعث الجوهرة الإلهية التي نفخها الرب في نفسه الفردوسية، وأن يعود واحدًا مع ما كان عليه في الرب قبل أن يكون مخلوقًا، وعندئذٍ يمكن لروحه الأزلية أن تدخل إلى ما وراء الحجاب، وأن ترى لا المعنى الحرفي فحسب، بل المعنى الأخلاقي والتمثيلي([8]) (allegorical) والتأويلي الروحي([9]) لأقوال الحكماء الغامضة([10]). حينئذٍ سيكون مؤهلاً للدخول، ليس فقط إلى رواق سليمان، الباحة الخارجية للفلسفة الطبيعية والحواس والعقل، بل كذلك إلى الباحة الداخلية للتدريبات المقدسة والروحية، أي في الفهم والمعرفة الإلهية؛ وهكذا يمكنه أن يخطو إلى أقدس وأعمق مكان في الأسرار الثيوصوفية، الذي لا يُسمح لأحد بالدخول إليه إلا لمن تلقوا المسحة المقدسة العالية.

 

سأسعى الآن جاهدًا للإشارة بإيجاز إلى ما يحتويه هذا الكتاب للقارئ، على الرغم من أن روح الحكمة لا يمكن وصفها فيه بقلم وحبر، تمامًا كما لا يمكن رسم صوت، أو الإمساك بالريح براحة اليد. ولكن اعلم أن المؤلف يفك فيه الرموزَ ويصور بأسلوب حيوي علامة الأشياء كلها، ويقدم لك محتويات الأزل والزمان، ويلمح إلى جميع الأسرار.

 

هنا يضع المؤلف بشكل أساسي ميلاد جميع الكائنات، وتجاذبها وتنافرها؛ وكيف تنشأ جميع الكائنات في الأصل من سر أبدي واحد، وكيف يلد ذلك السر نفسه في ذاته من الأزل إلى الأبد؛ وكذلك كيف يمكن لجميع الأشياء التي تنبثق أصولها من هذا السر الأبدي أن تتحول إلى شر، ومن الشر إلى الخير مرة أخرى؛ مع بيان واضح وجليّ كيف حوّل الإنسان نفسه من الخير إلى الشر، وكيف يكون تحوله مرة أخرى من الشر إلى الخير. علاوة على ذلك، يُعلن هنا العلاج الظاهري للجسد؛ وكيف يمكن تحرير الحياة الظاهرية من المرض عن طريق مشابهتها أو مماثلتها، وإعادتها إلى جوهرها الأول؛ حيث يُوصف حجر الفلاسفة بحيوية عظيمة للعلاج الزمني، وذلك على سبيل المثل والتشبيه؛ وإلى جانبه حجر الزاوية المقدس، المسيح وحده، للعلاج الأبدي، والتجديد، والاستعادة الكاملة لجميع النفوس الصادقة، الأمينة، الخالدة. بكلمة واحدة، قصده أن يوضح أن الغاية الحقيقية من العلامات والرموز الخارجية هي الإشارة إلى القوى والخصائص الباطنية للأشياء. فكل شيء في الطبيعة يحمل دلالات وعلامات تدلّ على طبيعته ووظيفته، وهذه هي لغة الطبيعة، التي تُظهر القيمة الحقيقية لكل شيء ووظيفته النافعة. وهنا يكمن السر العميق أو العلم المركزي في الفلسفة العليا، والذي يشكل جوهر فن الإكسير الحقيقي (spagiric art)—وهو علم خيميائي روحاني لا يهدف فقط إلى شفاء الجسد، بل أيضًا إلى شفاء النفس وتحقيق الكمال الداخلي.

 

ولكن ينبغي للقارئ أن يدرك أن التحليل العقلي الحاد لن يستطيع سبر أغوار هذا الكتاب، بل سيقوده إلى متاهة من الشكوك والتصورات الملتبسة، حتى يجد نفسه تائهًا، ويظن أن أسلوب المؤلف غامض ومستغلق. لذلك، فإن الفهم الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال تجلّي ذلك الروح، الذي منح، في يوم الخمسين([11])، المعنى الأصيل لجميع اللغات في لغة واحدة جامعة. فإن كان ذلك الروح يسود فيك ويسكنك، فستدرك هذا المؤلف في أعمق مستوياته، وفقًا لتكوينك الفطري والفلكي، سواء في الطبيعة الأبدية أو الزمنية. أما إن لم يكن، فلن تبدو لك هذه الأمور سوى أوهام وسخافات لا معنى لها. لذلك، إن كنت من طبيعة زحل، ميّالًا إلى الجمود والظلام والانغلاق العقلي، ومحاصرًا في بيت القمر، فلا تطلق أحكامك بسخرية أو بتفكير تحليلي متعالٍ، لأنك قد تجد نفسك غارقًا في ظلمات العدم بدلاً من بلوغ النور. ولكن تحلَّ بالصبر، حتى تشرق شمس الحكمة الإلهية من جديد في ظلمة زحلك الأناني، فتمنحك أشعتها الخالدة. حينها، سيتحول غضب المريخ فيك إلى غيرة مقدسة ملؤها الحب الخالص، وسيتبدل عطاردك المتبجح والمرائي، الذي يعكس الرياء والجدل العقيم، إلى كلام وديع متواضع يمجّد أعمال الله وحكمته. كما أن مشتريك القلق المتذبذب سيتحول إلى يقين مطلق يفيض بالفرح الحقيقي والطمأنينة الروحية، وزهرتك الأرضية ستسمو إلى محبة إلهية خالصة، وقمرك المظلم المتقلب سيشرق بأنوار صافية من الحياة والمجد السماوي.

 

أما المتكبر الساخر، الذي لا يقبل التحذير، فهو من جيش لوسيفر—ذاك الذي أدرك أن سرّ ملكوت الله يقوم على الوداعة والبساطة والتواضع العميق، لكنه في غروره سعى لأن يرتفع فوق محبة الرب والتناغم مع إرادته، فسقط إلى الهاوية العميقة، إلى ظلمات المبدأ الأول للظلام، والذي ندعوه جحيم الهلاك، حيث أصبح هو وجنوده أسرى ذلك الظلام الأبدي. ومن هذا المصير، ليُنقذنا الإله القادر، إله المحبة.

 

وأختم بكلمات المؤلف في خاتمة الكتاب، حيث يقول: «لقد قدّمت للقارئ، بأمانة ونصح صادق، ما وهبني إيّاه ربّ الكائنات، ليكون له بمثابة مرآة يرى فيها نفسه، من الداخل والخارج، فيدرك من يكون وما هو. وكل قارئ، صالحًا كان أم فاسدًا، سيجد في هذا الكتاب نفعًا وفائدة؛ فهو باب واضح إلى السرّ الأعظم للوجود. غير أنّه لا يُدرك من خلال التفاسير والتأويلات السطحية، أو التحليل الفضولي، أو الفهم الذاتي المحدود، بل ينكشف لمن يسعى بصدق، وقد يجلب له منفعةً عظيمةً وفرحًا حقيقيًا، بل يكون له عونًا في شؤون الحياة كلها، شرط أن يقترب منه بالطريقة الصحيحة، وفي خشية الله، إذ أن هذا الزمن هو زمن البحث والسعي والتقصي. فلقد تفتحت الزنبقة على الجبال والوديان في كل أرجاء الأرض: «من يطلب يجد»([12]). وهكذا، أستودع القارئ نعمة ومحبة المسيح، الذي فيه تُخفى جميع كنوز الحكمة والمعرفة.



[1]- باللاتينية:  mirandum Dei opus.

[2]- أو رمز كتابي تصويري (hieroglyphic) مثل الرموز الهيروغليفية المصرية.

[3]- الآيات (13-14-15) من سفر الأمثال الثالث.

[4]-   "فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ." (1 كو 2: 10).

[5]- عيد العنصرة هو الأحد السابع بعد الفصح تخليدًا لذكرى نُزول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح. المترجم

[6]- عبارة "أبناء ميركوري الإلهي" تحمل دلالة رمزية عميقة مستمدة من التراث الفلسفي والباطني. يُشير "Mercury" هنا إلى الإله ميركوري (هرمس في الميثولوجيا اليونانية)، وهو إله الحكمة، والفصاحة، والسفر، والرسائل، ويرتبط تقليديًا بالخيمياء، والتنجيم، والفكر الباطني. وتعني رمزيًا أولئك الذين يمتلكون المعرفة الباطنية، والحكمة الإلهية، والفهم العميق للحقائق الروحية. هؤلاء هم الساعون إلى الحكمة الحقيقية، والعارفون بأسرار الفلسفة الروحية، وهم الذين يفهمون اللسان الرمزي والتمثيلي الذي يحفظ الأسرار من التدنيس. والمقصود بهذه العبارة النخبة الروحية أو الفلاسفة الحكماء الذين يستطيعون إدراك المعاني العميقة والرمزية التي لا يستطيع العقل العادي، المتأثر بالمادية والأنانية، أن يستوعبها. المترجم

[7]- إذ مصر ومن فيها تُمثل (الهُبوط) في العِرفان القرآني: اهبطوا مصرًا. المُترجم

[8]- القصص التمثيلية والقصص التمثيلي. المُترجم

[9]- أو كما قال الإمام الحسين: كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق، فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء. المُترجم

[10]- أو المعنى التصعيدي أو الصعودي أو الارتقائي الأناغوجي Anagogy. قبل القديس أوغسطين، كان النهج الرئيسي في تفسير النصوص المقدسة يعتمد على ثلاثة مستويات أو محاور رئيسية. الأول هو الحرفية اللفظية، حيث يتم التركيز على المعاني الظاهرة للكلمات. الثاني يتعلق بالمعاني الأخلاقية والقيم التي يمكن استخلاصها من النص، والثالث يرتبط بالجوانب الروحية والإيمانية. بعد ذلك، قام القديس أوغسطين بتعديل هذه المستويات الثلاثة وأضاف مستوى إضافيًا. أصبحت المستويات الجديدة هي: المعنى الحرفي، والمغزى الأخلاقي، والدلالة الرمزية، والتأويل الروحي أو (Anagogical) للنص المقدس. في هذا السياق، أصبح التركيز يقوم على استشفاف القيم الروحية من خلال ما ترمز إليه الكلمات بدلاً من التركيز على معانيها الحرفية، وتمت إضافة الدلالة الرمزية كمكمل لهذا النهج. (عادل مصطفى (٢٠٠٣). فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر. مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨. ص. 47.)

[11]- العَنْصَرة أو عيد الخمسين أو عيد الخماسين عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا. ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعود يسوع بعشرة أيام بحسب رواية سفر أعمال الرسل.  

[12]- رمز الزنبقة التي تتفتح على الجبال والوديان في أرجاء الأرض، هي إشارة إلى أن الحقيقة باتت متاحة لمن يبحث عنها بصدق. المترجم

تعليقات

مواضيع المقالة