القائمة الرئيسية

الصفحات

بيان بشأن مُصطلح «signature»

 


 

 

نجد أنَّ لمُصطلح «signature» الذي هو عنوان لهذا الكتاب ينطوي على عدة دلالات إذا ما ترجمناه إلى العربية. ومن هذه الدلالات التي تتصل اتصالًا مُباشرًا بمقاصد مؤلف هذا العمل نجد دلالة «الدليل»، و«العلامة التي تُشير للخصائص الشكلية والظاهرية للشيء»، و«البصمة» التي وضعها الخالق العظيم في كل ذرة كأثر فريد ومميز نتعرف بها إلى طبيعة الشيء وإلى الخالق نفسه، و«العلامة الخارجية التي من المفترض أن يشار بها إلى الخصائص الداخلية للشيء، إذ تحمل بعض النباتات علامة واضحة جدًّا تدل بها على طبيعتها واستخدامها، دكتور هنري مور([1])».

 

كان أطباء الطب القديم يرون أنَّ التشابه بين الأعراض الخارجية لمرض ما وخصائص عامل فيزيائي معين، على سبيل المثال، التشابه الموجود بين الجلد الأحمر للحمى القرمزية وقطعة قماش حمراء؛ كان يُفترض أن يشير هذا التشابه إلى هذا العامل الفيزيائي في علاج المرض. بعبارة أوضح، كانوا أحيانًا يلاحظون تشابهًا بين أعراض مرض معين (مثل احمرار الجلد في الحمى القرمزية) وبين خصائص شيء فيزيائي (مثل قطعة قماش حمراء). فكانوا يعتقدون أن هذا التشابه يشير إلى أن هذا الشيء الفيزيائي (أو شيء مشابه له) قد يكون له دور في علاج هذا المرض.

 

فعلى سبيل المثال، تخيل أن شخصًا مصابًا بمرض يجعل جلده أصفر. قد يلاحظ الأطباء القدماء أن هذا يشبه لون نبات معين أصفر. بناءً على هذا التشابه، قد يفترضون أن هذا النبات أو شيء مستخلص منه يمكن أن يستخدم لعلاج هذا المرض. 

 

كانت الفكرة هي أن هناك «توافقًا» أو «تشابهًا» بين طبيعة المرض وطبيعة بعض المواد الفيزيائية، وأن هذا التشابه يمكن أن يكون دليلًا على كيفية علاج المرض. وهذا قريب من مقولة الطيور على شاكلتها تقع، والشيء منجذب لمثيله أو شبيهه، وهذا يعبر عن معنى الوحدة الكلية بين الأشياء من حيثية أو عدة حيثيات متشابهة بينها، ويُبين فكرة تفاعل هذه العلامات المُمَيِّزَة بين بعضها البعض.



[1]- هنري مور (12 أكتوبر 1614 - 1 سبتمبر 1687) فيلسوف إنجليزي وعضو الجمعية الملكية. ينتمي مور إلى مدرسة كامبريدج الأفلاطونية. المترجم

تعليقات

مواضيع المقالة